السبت، 27 نوفمبر 2010

اجازه




منذ عده شهور اجتاحني احساس بأني مثل الشجره التي سقطت عنها اوراقها

يؤلمها برد الشتاء ويحرقها لهيب الصيف

وتيقنت

بأني اقف علي عتبات البرد

حاولت الهروب كثيرا من ذلك الشعور باالاحتماءوالاستظلال بما تكتبون ولكن اجدني احتمي من الرمضاء بالنار

فالكل يهرب من واقع مؤلم وجميعنا يصرخ ويهرب الي عالم يظنه الملاذ فيجد الجروح متسعه كاتساع جرح الوطن

وقررت ان اخذ اجازه من كل ما يضع الملح علي الجرح اغلقت التلفاز وتركت الجرائد وهجرت مدونتي

وانا الان اكمل رحله الهروب في الولايات المتحده بدعوه من ابنائي

ولا استطيع ان اخفي ذلك الشعور بالفرحه والامل حين وجدت سؤالكم عني

فشكر خاص وتقدير لكل من سأل عني

الأحد، 6 يونيو 2010

زارعوا اليأس وبائعيه

عجبت لاناس
اصبحت مهنتهم الوحيده هى زراعه اليأس
مع انهم يعرفون جيدا انه اذا اردت ان تهزم امه
فاقضى على الامل والاراده فيها

هؤلاء ولا اعوام واعوام يمارسون طقسهم المقيت
بفتح جرح الوطن كلما قارب على الاندمال
بحجه تذكيرنا بما حدث وحتى نتعلم
حتى تعفن الجرح بلا امل فى شفاء
ياس الشباب وكرهوا الوطن بماضيه و بمستقبله
وهرب الجميع الى دول معاديه واصبحت لهم ملاذا وامنا عن الوطن الذى ضاع
ماذا لو كان امثال زارعوا اليأس هؤلاء حول الرسول بعد موقعه احد
اتخيل لوكان هؤلاء حول القيادات التى حولت الهزائم الى نصر فى الحرب العالميه وفى جميع الحروب
الرحمه بالشباب الذى ترك المسقبل وتعلم ان يستدعى سلبيات الماضى فقط
اقلبوا صفحات الماضى وعلموا اولادنا ان بنظروا الى المستقبل بكل امل واراده

نحن هزمنا وانتم ترسخون فكر الهزيمه داخل النفوس
ازرعوا الامل يرحمكم الله
انتم ترون ماالذى يحصده الوطن وشبابه
الوطن انتصر
مها كان ما يقوده فهو الوطن الذى انتصر فاقيموا اقواس النصر
لملموا سرادقات العزاء المنصوبه كل عام فلا جديد تضيفوه
كل الشعوب تسقط وتقوم وتحول هزيمتها نصرا
تنفض عنهم غبار الماضى ويتقدموا
لاينظرون الى الماضى الا ليتعلموا
لمذا كتب على شبابنا ان يعيش اسطور سيزيف
حاملين على اكتافهم صخره الياس
كفانا كلاما كفانا كلام يرحمكم الله
سأتى يوما ولا يجد الناس الجديد فى كلامكم
لن يجدو الا السلبيه والياس
فينفضون من حولكم
ايها اليا ئسون الزارعون لليأس ازرعوا الامل مره واحده
الامل
انتصروا مره على ثأركم الشخصى
فالوطن اهم وابقى

الأحد، 16 مايو 2010

نصره

انتهيت من مشاهده فيلم الطريق الى عتليت فى مدونه قلم رصاص واغمضت جفونى على ذلك المزيج المشتعل من نار المشاهد المؤلمه وملح الدموع
اراها تقتحم ذلك المشهد الدامى ملامحها واضحه
سنوات وسنوات مضت حتى نسيت ملامح تلك الشخوص التى صاحبتنى خلال تلك الفتره المكونه لبدايه ادراكى وتفاعلى لما يحدث حولنا
تأخذنى ملامحها الى الى ذلك الزمن المخزون فى فى خفايا القلب استزيد منه كلما اشتقت لزمن البراءه والايمان بالاشياء
تاتينى مفعمه بالفرح تكاد تطير تلقى بالسر فى سمعى ينتقل الى قلبى دون وسيط يرقص قلبى ويستعيد مشاهد انتصار الحب الرومانسى فى افلام فاتن حمامه وشاديه التى كنا نتابعها من نافذه مدرس الانجليزى المواجهه لسطح منزلنا ليله كل خميس
هو يعلم اننا ننتظر ذلك اليو م بشغف يعدل من وضع التليفزيون حتى يتيح لنا رؤيه واضحه يعتبر تلك الليله صدقه عن التليفزيون الوحيد فى الحى
ظل بيننا وبينه ذلك الاتفاق الصامت نحن نحترمه وهو يراعى انا عائله واحد مهما تباعدت الانساب ولنا حق عليه

اذكر عيناها المستديرتان المحاطه بتلك الهالات السوداء لم ارى مثل تلك العينان وهى تتابع احداث تلك الافلام لم نفهم سر تلك الدموع الثخينه نشاركها ونشارك بطله الفيلم بدموع مثل فيضان النيل ساعتها
ياتى الخميس المقدس ولا تظهر نتابع الفيلم وذهننا مشغول عليها
يأتى الصباح
تهمس لى ان السر لن يعود سر بعد الان وان الجميع سيعلمون غدا ان ابن عمتها سيقرأ فاتحتها غدا وان لغه العيون الصامته سيقرأها كل الناس
ستسمع اخيرا ما تاقت الى ان تسمعه لن تخجل بعد الان من مشاعرها
فى حفل بسيط فى حجره وفستان مستعار من صديقه لهالبست رجا ء شبكتها دائره صغيره حول اصبعها واخرى اكبر حول رسغها
اغلقت الدائره على سعاده احتلت كل ما يحيط بهم عندما اعلن تقديم موعد الزفاف لظروف استدعا ء جلال للجيش
تقل زيارتها استعدادا للعرس
مازالت ملامحها تتضح اكثر تحت لهيب الجفن المتقرح تتحدد الملامح اكثر ويشع ذلك الضوء من عيناها وهى تحكى عن وعد السعاده المقبل
وعن عهد اللقاء الابدى
اذكرها عندما تذهب عيناها الى عالم اخركانما تستحضر رؤى من عالم اسطورى فعندما لايستجيب الواقع الارضى لطموح حلمها تستكمل الحلم من رؤى واساطير
نعلم جميعا انها غير حقيقيه ولكنا نصدقها ونعيش الحلم معها ونسبح معها فى نهر الحلم المرتجى
الحلم لم يتجاوز الايام السبعه يرحل فى نهايتها جلال مع وعد بلقاء عند كل غروب عندما يستريح فى نهايه اليوم من الحرب ووعد بالنصره
تنتظره كل يوم فى موعد الغروب تقول انه ات
تنتظره بملابس العرس الملونه بالوان الفرح
كل يوم بثوب يحمل نفس الوان الايام السبعه التى هى عمرالسعاده
واثناء الانتظار تشعر بذلك النبض الاتى من اعماقها تحيط مكمن ذلك النبض بساعديها تحميه ستكون هديتها اليه عندما يأتيها بالنصر
ستقدم له نصره كما اسمتها قبل ان تتلقاها بين يديها
ياتى حصاد القمح فى موعده ولا ياتى
تكبر النبته داخل احشائها ولا يأتى
تأتى نصره ولا يأتى وتأتى النصره ولا يأتى
تعدله الحكايا حتى لايفوته شىء حين يأتى


اقابلها بعد عشرين عاما على محطه القطار تمسك بيدها جلال ابن نصره
تقول له وتشير له على اهى دى عارفه جدك وعارفه انه جاى وهيفرح لما يشوفك
هو مأسور عند اليهود وبكره لما تكبر هتحرره هو واللى زيه
وتمضى ومعها النظره التى تتجاوزنا الى عالم بعيد عن رؤانا عندما لاتجد فى الواقع ما تؤمن به
اسمعها تقول ما تقلقيش ياختى جلال مش فيهم
جلال جاى
الاسماء حقيقيه

الجمعة، 23 أبريل 2010

دافع للحياه

ذات ظهيره عاد الى البيت مبكرا
عن المعتاد ليجد الارمله جالسه فى مدخل البيت
فسألها ماذا تفعلين؟
قالت لاشىء
قال لها اذا تعلمى شىء
ففى هذا الوقت توقف كثير من الناس عن الحياه
فهم لايغضبون ولا يبكون
فقط ينتظرون ان يمر الوقت لايقبلون تحديات الحياه
وهكذا لم تعد الحياه تتحداهم
وها انت تمرين بنفس المخاطره
انفعلى واجهى الحياه
لكن لاتتوقفى ابدا عن الحياه



من روايه الجبل الخامس لباولو كويليو
الكاتب البرازيلى


اليس هذا ما يعيشه البعض مناهذه الايام
ننتظر فقط ان تمر الايام
ما الذى حدث لنا حتى تجاهلتنا الحياه
والقت بنا خلف ظهرها الايام
هل لأننا احترفنا فقط الكلام



يقول باولو كويلو فى مقطع أخر من الروايه

الارواح ايضا مثل الانهار والنباتات
فى حاجه لنوع مختلف من المطر (الامل -الايمان-ودافع للحياه)
وعندما لاتتحقق هذه الحاله
يموت كل شىء فى الروح
حتى لو استمر الجسد فى الحياه

السبت، 20 مارس 2010

الى امى

اشتاق اليك واليهم

الأربعاء، 10 مارس 2010

ولاد أم الدنيا




عاشقه انا للوطن
ولكن ليس لترابه ودخانه وفوضاه
عاشقة انا لأهلي فى الوطن
ولكن ليس لمستغليه ولا مفسديه ولا مدعيه ولا لصوصه ولا بائعيه
عاشقه انا لنيله
لكن ليس بعد ان تحول لمقبره نفايات ومياه مسمومه تسرى فى دمائى ودماء اهلى فنتحول الى مرضى دائمين
من لم يمرض بالامس سيمرض اليوم ومن لم يمرض اليوم لن ينجو غدا
تطاردنى وبإلحاح هذه الايام اغنيه( يعنى ايه كلمه وطن )
تطاردنى ايضا وتلح على تجربه السفر الى امريكا والمقارنه بين البشر هنا وهناك. أعلم ان المقارنه ظالمه
ولكن لماذا وكل تجربه وحضاره هى من صنع البشر
لماذا من ظلم الاخر؟
ما معنى ان نظل نركب ذلك القطارالمتقهقر بنا الى الخلف؟
ما معنى ان نظل نتشدق ليل نهار بأم الدنيا ونحن نراها غارقه فى مجاريها وقمامتها تبكى على اطلال ماضيها وحضارتها ملتصقا بوجهها ذباب المنتفعين البائعين لكل ما كان جميل والماص لكل معالم الحياه فيتكاثر ويتكاثر حتى تختفى كل معالم الماضى؟
ظللت اعتقد ان ما يحدث سرعان ما سيذهب وسيظهر وجه ابنائها الحقيقى
وان حماتها الحقيقين ليسوا كبارها ولكن هم ملح الارض بسطائها القانعين
الى ان نزلت وسط هؤلاء وانا كلى ثقه فى طيبتهم ونبلهم الموروث من ارض مصر
لم يترك لى احد سواء سباك ام بناء ام كهربائى او حتى سائق فرصه لالتقاط انفاسى
وعود ونصب واستحلال اموال ليست من حقهم
غرقت فى الصدمه حتى النخاع ومازلت لا اصدق
الهى ماذا ينتظر الوطن من مثل هؤلاء؟
هؤلاء من كنا نطلق عليهم اولاد البلد رمز الشهامه
الان يصبحون مثل الجراد (اسمع عامل ينصح الاخر بأن يأخذ كل ما يمكنه من ولاد الـ............ اللي معاهم فلوس)
احكى لروميو ما يحدث وأعترف انى كنت اعيش فى برج عاجى واعيش على معلومات من الماضى واننى كنت اكذب ما اسمع عما يحدث فى المجتمع معتقده ان ذالك فرقعه اعلاميه
يخبرنى روميو انه ايضا تعرض لتلك التجربه الصادمه عندما تعطلت سيارته امام مبنى تحت الانشاء وكيف جلس العاملون بحتسون الشاى ويراقبون محاولاته دون ان يتقدم احد منهم لمساعدته
توجه لطلب المساعده منهم هزوا اكتافهم بلا مبالاه قائلين نعملك ايه يعنى
وقف حائرا واقعا تحت صدمه ان هؤلاء كانوا الامل حيث الشهامه
اذا بأحد الجالسين يقوم ويلف حول السياره بشكل استعراضى يلاحظ داخل السياره ملابس معلقه تدل على مهنه صاحبها فيصرخ و يقوم الجميع مذعورين يريدون حمل السياره فوق كتفهم
يرفض محاولتهم.. ويخبرنى انه كان مازال يحتفظ فى ذاكرته على صوره الانسان ابن البلد
نعم ياروميو ماذا نفعل عندما تتآكل وتتلاشى تلك الطبقه كما تلاشت تلك الطبقه الوسطى التى حافظت ولفتره طويله على السلام الاجتماعى ماذا نفعل عندما تختفى الطبقه التى تمثل ملح الارض ودوائها
من فعل بهم ذلك. لا اعتقد انه الفقر انهم يكسبون جيدا... تتدفق النقود فى ايديهم بسهوله وتتسرب بسهوله
ما زلت اتسائل ماذا حدث لابناء الوطن
وكيف لم يحافظ الوطن على هؤلاء ومن ضحيه الاخر
الوطن ام قاطنيه
لماذا ينجح هؤلاء خارج البلاد؟
اهو ذلك الركون الى الاحساس بتسامح الوطن ؟

السبت، 16 يناير 2010

روميو


يأتينى صوته واهنا
يهوى قلبى
اصغى جيدا اهو صوته حقا؟
مالذى حدث بين اليوم والامس؟
يحاول طمأنتى
لكن شيئا ما يعصر قلبى
احاول الهروب من الفكر الى الجريده
تتجول عيناي بين الصفحات ... ولكن دون رؤية الحروف ودون الامساك بجمله
يردد قلبى ماذا بك ياولدى الذى لم انجبه وسكن الفؤاد
قلقه عليك انا الى حد البكاء
بالامس اخبرته ان وجوده فى حياتى
يشعرنى بالامان
منذ سفر ابنى لايمضى يوما دونما اتصال
يسأل عنى ويبث الامل والبهجه فى حياتى بحلو حديثه
فلتترفق بى يا ولدى ولا تستلم
فأنت الباقى لى فى غربتى بعد سفر الاحباء
احاول الهروب من افكارى مره اخرى
اغمض عيناى تنطلق عصافير الذكرى الى فضاء الماضى
لتنهل من نبع الذكريات
اذكره مذ كان صغيرا يأتى ورفاقه الثلاثه يمارسون ذالك الطقس الاسبوعى بالتلاقى قبل صلاه الجمعه
ارقبهم كانوا مشغولين بذلك الحماس الذى يغلب على من هم فى سنهم فلم ينتبهو لى
لم اعلم ساعتها لماذا سكن قلبى منذ طفولته؟
وما الذى جذبنى اليه
اهو هدؤه ام تلك العينان الصغيرتان التى ينداح منها ذلك الذكاء العميق
ام تلك الحركه اللااراديه عندما يخفى وجهه بأحدى الوسائد الصغيره عندما يغضبه او يستفزه شيئا ما
كان رجلا فى جسد طفل
مياه كثيره مرت من تحت الجسور منذ ان حصلوا على شهاده الثانويه العامه
تفرعت بهم الطرق ولكى سرعان مالتقوا مره اخرى
يفاجئنى ظهورك مره اخرى فى حياتى
عندما كنت مثل قارب تائه يبحث عن مرفأ بعد سفر الاحباء
وعندما كنت تهاتفنى اجدنى احتضن صوتك كأنما احتضن الكون كله
كلا يا ولدى لا تؤلمنى بمرضك
فمعك استنشق هواء ذكريات زمن اخر حمل لى عمر من السعاده
استمد من ضياء الرجوله والبراءه فى محياك قوتى
على تحمل بعد الاحباء
فى انتظار هاتفك